الحرفة مهارة
شغف نسرين باتقان حرفة صنع الأجبان المعتّقة يأتي أولًا.
الحياة مليئة بالمغامرات غير المتوقعة التي قد تضعك في مواقع لم تكن لتتخيلها من قبل. قد تقدم لك فرصاً استثنائية، تقودك لاستكشاف شغف جديد ومميز بداخلك يجعل لحظاتك القادمة فريدة من نوعها. هذا ما اكتشفته نسرين حرم التي تنتج الأجبان الحرفية ، منذ العام 2014، مدفوعة برغبة قوية للتغيير، وبإرادة صلبة للقيام بالعمل الذي تحبه أكثر من أي شيء آخر.
منذ العام 2011، بدأت نسرين رحلة البحث عن بدائل لمنتجات الألبان المعروفة، تحركها الرغبة في إحداث التغيير الإيجابي وتبني أسلوب حياة صحي. هذا الطموح هو ما قادها إلى اكتشاف أحد الكنوز الأردنية الاستثنائية، المتمثل في المواشي التي يربيها البدو، لتكشف النقاب عن مذاق وطعم أجود أنواع حليب الأغنام في المنطقة. إنه حليب أغنام “العواسي” الذي اعتمدته في إنتاج ألذ أنواع الجبن المعتّق. “نتمتع في الأردن بوجود حليب أغنام “العواسي” الذي أصبحنا بفضله قادرين على إنتاج مجموعة من أفضل وأجود الأجبان الطبيعية في العالم”. هكذا وصفت نسرين تجربتها بكل فخر.
جاب صيت “العواسي” أرجاء العالم، فعندما التحقت نسرين بمعهد فيرمونت للأجبان الحرفية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2013 للمشاركة في دورة تدريبية متخصصة في صناعة الأجبان الحرفية، أشاد المشرفون على الدورة بالإنتاج الأردني المميز، وثمنوا كثيراً قدرتها على تربية هذه الأغنام في موطنها، والاستفادة من حليبها الفريد من نوعه.
بعد مرور خمسة أعوام على عودتها من أمريكا، حاملة معها المعرفة اللازمة لإطلاق مشروعها الحرفي، أسست نسرين “مستكة” حيث أمضت الساعات الطوال في صقل مهاراتها برفقة فريق عملها. لقد وصفت ذلك بقولها: “أتعلّم الكثير من الأشخاص الذين أعمل معهم، نحاول دائماُ ان نتعلم من تجربتنا لنتطور لأن الحرفة تعتمد على العلم والتجربة والممارسة.. أن تسعى لتحقيق شغفك هو ما كنت أردده دائماً وهذا هو جوهر “مستكة””.
وفي نهاية المطاف، فإن أكثر الأمور أهمية بالنسبة لنسرين هي تلك المتعة التي تشعر بها أثناء إنتاج الأجبان، لدرجة أنها تطلق على أجبانها أسماءً خاصة بها. تقدم “مستكة” اليوم مجموعة متنوعة وغنية من الأجبان المعتقة لأولئك الباحثين عن تجربة المذاق الأصيل لمنتجات الألبان المحلية. فعبر تطوير وإتقان ما كانت يوماً إحدى هواياتها، أصبح هدف نسرين نقل هذه المعرفة للأجيال القادمة. كيف نحيا شغفنا هو في نظر نسرين ما يحدد طبيعة النجاح، وهو ما يساعد على تشكيل الصناعات الحرفية واليدوية في الأردن ، ولقد أخذنا على عاتقنا الاهتمام بالجانب التجاري من عملها كي تتمكن هي من التركيز على شغفها الأول؛ اتقان وتطوير حرفة الاجبان.